تضمن الدليل الإسترشادي:
تحليل نظري للأوضاع الضاغطة وأثرها على المؤسسات المالية
تحليل أنواع إختبارات الأوضاع الضاغطة الجزئية والكلية
طرق تصميم هذه الإختبارات بناءً على منهجيات قياسية علمية
إرشادات حول تعزيز إدارة المخاطر وأطر حوكمة الإختبارات، ومتطلبات تطويرها، والتحقق من موثوقيتها، ومتطلبات الإفصاح
في إطار الجهود التي يبذلها صندوق النقد العربي على صعيد قضايا تطوير القطاع المالي ذات الأولوية، أصدر الصندوق في إطار "سلسلة دراسات تطوير القطاع المالي" الدليل الإسترشادي حول "تطبيق إختبارات الأوضاع الضاغطة الجزئية والكلية". يهدف الدليل إلى مساعدة المصارف المركزية والقطاع المصرفي والمالي على تعزيز منظومة إدارة المخاطر وتبني أساليب متطورة لقياس قدرة القطاع المالي على مواجهة الصدمات وفق أفضل المعايير والممارسات الدولية. كما يُقدم الدليل إطار تحليل نظري وعملي حول كيفية تطبيق إختبارات الأوضاع الضاغطة الجزئية والكلية، سواء المُطبقة من قبل المصارف المركزية و/أو القطاع المالي بما يُسهم في تعزيز منظومة إدارة الأزمات المصرفية.
في هذا الإطار، شرح الدليل الدور الهام الذي تلعبه إختبارات الأوضاع الضاغطة كأداة إدارة مخاطر وإنذار مبكر في تقييم مدى قدرة القطاع المالي على مواجهة المخاطر في ظل افتراض ظروف اقتصادية ومالية معاكسة، لكنها ممكنة الحدوث، ذلك من خلال قياس تأثير هذه المخاطر على مجموعة المؤشرات المالية للبنك، وبصفة خاصة الأثر على الربحية ومدى كفاية رأس المال والسيولة، أي أنها تُستخدم في تقييم قدرة البنوك على الصمود والاستمرار في حالة حدوث صدمات اقتصادية ومالية قد تؤدي إلى مخاطر مرتفعة.
ناقش الدليل أنواع ومنهجيات اختبارات الأوضاع الضاغطة، التي يتم تطبيقها لقياس عدد من المخاطر مثل: مخاطر الائتمان، ومخاطر التركز، ومخاطر السوق، ومخاطر السيولة، ومخاطر التشغيل. جرت الاشارة أن تطبيق الاختبارات على مستوى القطاع المصرفي ككل، يتم بواسطة البنك المركزي (Top-down Approach)، أو من خلال البنوك (Bottom-up Approach)، بناءً على فرضيات موحدة محددة من البنك المركزي. تتدرج درجات الإفصاح عن نتائج تلك الاختبارات في الدول، حيث تقوم بعض الدول بنشر نتائج تلك الاختبارات في تقارير الاستقرار المالي الخاصة بها، بينما يقتصر عدد آخر منها على الإفصاح عن المنهجية فقط. كما يتطرق الدليل إلى أُطر إختبارات الأوضاع الضاغطة وفق مقررات بازل III، التي ركزت على الحد الأدنى من المتطلبات الواجب توافرها عند تطبيق إختبارات الأوضاع الضاغطة الجزئية والكلية بكافة أنواعها.
في نفس الإطار، بيّن الدليل طرق بناء الفرضيات وتصميمها ضمن إختبارات الأوضاع الضاغطة، حيث أصبحت تلك الإختبارات من أهم أدوات السياسة الإحترازية الجزئية والكلية، في ضوء أنها تُمكن صانعي السياسات من رسم صورة واضحة حول أوضاع البنوك، حيث يقوم الخبراء بصياغة فرضيات متدرجة الشدة، بدءً من الفرضية الأساسية، ثم فرضية الأوضاع المتوسطة، إنتهاءً بفرضية الأوضاع الضاغطة الشديدة المخاطر. تقيس الإختبارات قدرة البنوك على اجتياز الفرضيات، بما يتيح للبنوك المركزية تقييم مؤشرات البنوك التي تمكنها من إستيعاب أو إمتصاص الصدمات دون حدوث إنقطاع في أعمالها الرئيسة المتمثلة في الوساطة المالية.
توفر الإختبارات فرصة للبنوك المركزية بالتدخل المبكر بأقل الكلف لوضع خطط وإجراءات تصحيحية للبنوك، واتخاذ التدابير اللازمة كتدعيم مستويات كفاية رأس المال والسيولة، وتقييم مدى ضرورة تفعيل أدوات السياسة الإحترازية الجزئية أو الكلية، وتدعيم خطط الطوارئ بشكل يحتوي تلك المخاطر.
من جانب آخر، وفي ضوء التطور السريع والهائل في نماذج أعمال المؤسسات المالية الذي يتطلب تطوير إختبارات الأوضاع الضاغطة بشكل مستمر يأخذ في الإعتبار تعقد العمليات والخدمات المالية، تضمن الدليل مجموعة من المبادئ الإرشادية العامة وشرح مفصل لها، تم إعدادها لمساعدة المصارف المركزية والبنوك التجارية على السواء لتعزيز إدارة المخاطر. تغطي المبادئ: أطر حوكمة الإختبارات، ومتطلبات تطويرها، والتحقق من موثوقيتها، ومتطلبات الإفصاح، وكيفية تصميم الإختبارات، وكيفية إستخدام نتائج اختبارات الأوضاع الضاغطة في عملية التخطيط الرأسمالي من خلال عملية التقييم الداخلي لكفاية رأس المال (ICAAP) والتقييم الداخلي لكفاية السيولة (ILAAP)، وغيرها من الجوانب الأخرى. أكدت المبادئ على ضرورة قيام المصارف المركزية والمؤسسات المالية بمراجعة وتطوير المنهجيات المستخدمة في إختبارات الأوضاع الضاغطة بشكل دوري أو كلما إقتضت الحاجة، ومواكبة التطورات الحاصلة في القضايا التي تهم القطاع المالي كالكوارث الطبيعية وتغيرات المناخ، والأزمات المالية والإقتصادية، ومخاطر الأمن السيبراني وغيرها.
يوصي الدليل بأهمية متابعة السلطات الإشرافية بإستمرار لما يصدر عن المؤسسات المالية الدولية ذات العلاقة بخصوص إختبارات الأوضاع الضاغطة الجزئية والكلية، والعمل على مواكبة أفضل الممارسات والمعايير الدولية في تطبيق إختبارات الأوضاع الضاغطة وتطويرها بشكل مستمر، والتحقق مكتبياً وميدانياً من النماذج الإحصائية الداخلية المستخدمة لدى البنوك، حيث قد يكون من المفيد تكليف جهة مستقلة للتحقق من صحة ومصداقية النماذج المستخدمة في تلك الإختبارات، وقيام المدقق الداخلي بالتحقق من هذه النماذج. كذلك أكدت التوصيات على ضرورة أن تشمل تعليمات حوكمة المؤسسات المالية التأكيد على دور مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية على متابعة أداء دائرة إدارة المخاطر، ومسؤوليات المجلس والإدارة التنفيذية وواجباتهم فيما يخص إختبارات الأوضاع الضاغطة الجزئية والكلية. إضافةً إلى تعزيز ثقافة إدارة المخاطر للعاملين في المصارف المركزية والمؤسسات المالية، وتوفير التدريب المناسب لهم وتعزيز المهارات الإحصائية لديهم وحثهم على الحصول على الشهادات المهنية المتعلقة بإدارة المخاطر. أخيراً تضمنت التوصيات، أهمية إستخلاص الدروس المستفادة من أزمة فيروس كورونا المستجد من حيث تطوير إختبارات الأوضاع الضاغطة، واستمرار التنسيق بين إدارات الرقابة المصرفية والإستقرار المالي عند تقييم المخاطر الناشئة عن القطاع المصرفي من المنظورين الجزئي والكلي.
في هذا السياق، أعرب معالي الدكتور عبد الرحمن بن عبد الله الحميدي مدير عام رئيس مجلس إدارة صندوق النقد العربي عن سروره لإصدار الدليل الإسترشادي حول تطبيق إختبارات الأوضاع الضاغطة الجزئية والكلية، في ضوء التحديات الجديدة التي أملتها جائحة كورونا على القطاع المالي والمصرفي من جهة وتداعيات التحول المالي الرقمي، حيث يأتي إصدار هذا الدليل للتأكيد على أن الحفاظ على الاستقرار المالي في الدول العربية يُعتبر من أولويات المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربية، نظراً لإرتباط الاستقرار المالي الوثيق بالإستقرار الاقتصادي والإجتماعي في الدول. كما تمنى معاليه أن يحفظ دولنا العربية العزيزة ودول العالم من كل مكروه.
النسخة الكاملة من الدليل الإسترشادي على الرابط