أبوظبي – دولة الامارات العربية المتحدة
افتتحت اليوم الدورة التدريبية حول " الجوانب الشرعية والعملية للصكوك " التي ينظمها معهد التدريب وبناء القدرات بصندوق النقد العربي بالتعاون مع معهد البنك الإسلامي للتنمية، خلال الفترة 13 - 16 ديسمبر 2021، من خلال أسلوب التدريب عن بعد الذي انتهجه الصندوق استمراراً لنشاطه التدريبي.
لا يخفى عليكم الأهمية التي توليها دولنا العربية لقطاع التمويل الإسلامي، يتجلّى ذلك من خلال الخطوات العملية التي اتخذتها الدول العربية في مجال تعزيز دور البنوك الإسلامية وقطاع التكافل وأسواق رأس المال المتوافقة مع الشريعة، وهو ما جعلها تتبوأ المكانة الأولى في هذه الصناعة، حيث تستحوذ على ما يزيد عن نصف أصول الصناعة المالية الإسلامية على مستوى العالم. وفي الوقت الذي صار فيه العالم أحوج ما يكون لحشد التمويل لمواجهة جائحة (كوفيد-19) وما تبعها من آثار اقتصادية واجتماعية، يبرز دور التمويل الإسلامي في الإسهام في تحقيق التعافي الاقتصادي، وهو دور يمكن تحقيقه من خلال وسائل متعددة، منها الصكوك التي تعتبر وسيلة لاستقطاب الأموال وتخصيصها نحو العديد من الأهداف كتمويل الموازنة العامة للدولة، وتمويل المشروعات الاستثمارية ومشروعات البنية التحتية وغيرها.
بهذه المناسبة جاء في كلمة معالي الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله الحميدي، المدير العام رئيس مجلس إدارة صندوق النقد العربي:
حضرات الأخوات والإخوة
يسعدني أن أرحب بكم في افتتاح الدورة التدريبية "الجوانب الشرعية والعملية للصكوك" التي ينظمها معهد التدريب وبناء القدرات بالتعاون مع معهد البنك الإسلامي للتنمية، آملين أن تسهم في إثراء وتعميق معارفكم في هذا الموضوع المهم.
حضرات الأخوات والإخوة
لا يخفى عليكم الأهمية التي توليها دولنا العربية لقطاع التمويل الإسلامي، يتجلّى ذلك من خلال الخطوات العملية التي اتخذتها الدول العربية في مجال تعزيز دور البنوك الإسلامية وقطاع التكافل وأسواق رأس المال المتوافقة مع الشريعة، وهو ما جعلها تتبوأ المكانة الأولى في هذه الصناعة، حيث تستحوذ على ما يزيد عن نصف أصول الصناعة المالية الإسلامية على مستوى العالم. وفي الوقت الذي صار فيه العالم أحوج ما يكون لحشد التمويل لمواجهة جائحة (كوفيد-19) وما تبعها من آثار اقتصادية واجتماعية، يبرز دور التمويل الإسلامي في الإسهام في تحقيق التعافي الاقتصادي، وهو دور يمكن تحقيقه من خلال وسائل متعددة، منها الصكوك التي تعتبر وسيلة لاستقطاب الأموال وتخصيصها نحو العديد من الأهداف كتمويل الموازنة العامة للدولة، وتمويل المشروعات الاستثمارية ومشروعات البنية التحتية وغيرها.
حضرات الأخوات والإخوة
تعتبر الصكوك واحدة من أفضل الابتكارات المالية التي طورتها الصناعة المالية الإسلامية، حيث يُمكن هيكلتها وفق مختلف صيغ التمويل الإسلامي لتحقيق الغاية التي أصدرت من أجلها الصكوك، ونظرا للمزايا التي تتمتع بها هذه الأدوات مثل قدرتها على الجمع بين المتطلبات الحديثة للتمويل وتطبيق عقود التمويل الإسلامي، والجمع بين الكفاءة والمرونة الاقتصادية، فقد لقيت قبولاً واسعاً ليس فقط لدى المؤسسات المالية الإسلامية، بل تبنتها الكثير من الحكومات والجهات السيادية والمؤسسات المتعددة الأطراف، فضلا عن قطاع الشركات، وهو ما جعل قطاع الصكوك من أهم قطاعات الصناعة المالية الإسلامية بعد البنوك الإسلامية، بقيمة تجاوزت 530 مليار دولار أمريكي وبمعدل نمو سنوي تجاوز 20% خلال عام 2019.
إن هذه الإنجازات التي حققها قطاع الصكوك، يجعله في صلب اهتمام القائمين على الصناعة المالية، للاستفادة من الإمكانات والفرص الكبيرة التي يوفرها سواء لتمويل مختلف أنواع المشروعات والشركات وحتى الدول، وكذلك توافُقه مع مختلف القطاعات الاقتصادية ومشاريع الشراكة بين القطاعين العام والخاص، والقطاعات السيادية، كما يمكن أن تسهم في تعميق أسواق رأس المال وتوفير السيولة للبنوك الإسلامية.
حضرات الأخوة والأخوات
يسعى صندوق النقد العربي لبناء قدرات الكوادر العربية لدوله الأعضاء في مختلف المجالات، بما فيها قطاع التمويل الإسلامي، حيث تهدف الدورة أساساً لتمكين القائمين على القطاع المالي بالدول العربية من فهم الجوانب الفنية والشرعية المتعلقة بالصكوك، بما في ذلك آليات الإصدار ومتطلباتها القانونية والفنية والشرعية، وكذا ضوابط التداول والتسعير والهيكلة وفق صيغ التمويل الإسلامي، مع التركيز على الهياكل الأكثر نجاحاً والأكثر موثوقية، فضلاً عن متطلبات إيجاد البيئة المناسبة لنجاح صناعة الصكوك بالدول العربية. في هذا الصدد، ستركز الدورة على المواضيع الرئيسة التالية:
- توجهات وتطبيقات الصناعة المالية والمصرفية الإسلامية.
- مفهوم ومبادئ الصكوك الإسلامية والفرق بينها وبين الأوراق المالية الأخرى.
- إجراءات عملية التصكيك، وهياكل الصكوك.
- الصكوك ودورها الاقتصادي وعلاقتها بالسياسة النقدية والسياسة المالية.
- متطلبات نجاح الصكوك الاسلامية والتحديات التي تواجهها.
- الصكوك السيادية، والتصنيف الائتماني.
- إدراج الصكوك في الأسواق المالية، ومتطلبات التسعير.
في الختام أود أن أتقدم بالشكر إلى البنك الإسلامي للتنمية على تعاونه مع صندوق النقد العربي في تنظيم الدورة، آملاً ومتطلعاً إلى إستمرارية التعاون، كما أتقدم بالشكر إلى الخبراء الذين سيقومون بتقديم مواد الدورة.
أرجو لكم دورة موفقة وأن يحفظكم الله أينما كنتم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.