شهدت البورصات العربية حالة من التباين في شهر يناير من عام 2024 ليتماشى أداؤها مع حالة التباين المسجلة في غالبية الأسواق المالية العالمية الأمريكية والأوروبية وعدد من الأسواق الناشئة
سجلت القيمة السوقية للبورصات العربية في نهاية شهر يناير من عام 2024 تراجعاً بنحو 3.41 في المائة مقارنة بنهاية شهر ديسمبر 2023
تصدرت سوق دمشق للأوراق المالية حركة الصعود المسجلة على مستوى البورصات العربية مع ارتفاع مؤشرها بنسبة 29.42 في المائة، وحققت أعلى نسبة مكاسب على مستوى القيمة السوقية بنحو 28.96 في المائة
تقدمت بورصة الكويت البورصات العربية على صعيدي ارتفاع نسب قيم وحجم التداول بنحو 67.25 و84.23 في المائة على الترتيب
أنهى مؤشر صندوق النقد العربي المركب لأسواق المال العربية تعاملات شهر يناير من عام 2024 متراجعاً بنحو 0.04 في المائة ليصل إلى نحو 489 نقطة مقارنةً بمستواه المسجل في نهاية شهر ديسمبر من عام 2023.
شهدت مؤشرات أداء البورصات العربية في شهر يناير من عام 2024 حالة من التباين، حيث شهدت خمس بورصات عربية تراجعاً في مؤشراتها نتيجة انخفاض مؤشري البنوك والنفط بشكل رئيس، والذي نتج عنه انخفاض مؤشرات القيمة السوقية ومؤشرات حجم التداول في عدد من البورصات العربية. في المقابل سجلت تسع بورصات عربية تحسناً في نهاية الشهر الماضي، على إثر ارتفاع مؤشرات قطاعات الأغذية والأدوية والعقارات والخدمات بشكل رئيس، والتي عززت بدورها من ارتفاع مؤشرات ومؤشرات قيم التداول.
جاء تباين أداء مؤشرات البورصات العربية متماشياً مع حالة التباين المسجلة في غالبية الأسواق المالية العالمية الأمريكية والأوروبية وعدد من الأسواق الناشئة في الشهر الماضي، نتيجة تأثرها بالحالة الضبابية وعدم اليقين حيال الأوضاع الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط والتوترات في البحر الأحمر التي أثرت على حركة التجارة العالمية. كما دفعت حالة الترقب من قبل المستثمرين في الأسواق المالية لموسم نتائج أعمال الشركات السنوية إلى المحافظة على مراكزهم المالية الحالية في الأسواق، مما أدى إلى تراجع مستويات السيولة في عدد من البورصات العالمية والعربية، خاصةً بعد قرارات عدد من البنوك المركزية العالمية والعربية تثبيت أسعار الفائدة على إثر قرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إبقاءها في نطاق يتراوح بين 5.25 و5.50 في المائة.
في هذا الصدد، سجل مؤشرا “ستاندرد أند بورز" و"كاك40" ارتفاعاً بنحو 1.59 و1.78 في المائة على التوالي. كما شهد مؤشرا “مورجان ستانلي" و"نيكاي" ارتفاعاً بنحو 5.83 و8.43 في المائة على الترتيب. فيما شهد مؤشر "فوتسي" تراجعاً بنحو 1.33 في المائة، كما سجل مؤشر (MSCI) للبورصات الناشئة تراجعاً في أمريكا اللاتينية وآسيا بنحو 4.85 و5.26 في المائة على التوالي.
في ذات السياق، شهدت أسعار النفط تحسناً ملحوظاً في نهاية شهر يناير من عام 2024، حيث ارتفع سعر خامي "برنت و"غرب تكساس" بأكثر من 8 في المائة مدعوماً بتنامي التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، علاوة على المخاوف المرتبطة بالمعروض من الخام، إلا أن الأسعار الحالية قد تشهد بعض التباطؤ بسبب احتمالية ارتفاع المعروض من خارج "أوبك، بالإضافة إلى مخاوف تقلبات الطلب على النفط.
تصدرت سوق دمشق للأوراق المالية حركة الصعود المسجلة على مستوى البورصات العربية، مع ارتفاع مؤشرها بنسبة 29.42 في المائة، تلتها البورصة المصرية بنحو 13.61 في المائة. كما سجلت بورصات كل من البحرين والكويت والعراق ارتفاعاً بنحو 4.85 و6.62 و7.70 في المائة على التوالي. كذلك شهدت بورصات كل من الدار البيضاء ودبي وعمّان ومسقط ارتفاعاً بنسب تراوحت بين 1.06 و3.08 في المائة.
على صعيد القيمة السوقية للأسواق المالية العربية المدرجة في قاعدة بيانات المؤشر المركب لصندوق النقد العربي، فقد سجلت تراجعاً بنحو 3.41 في المائة (ما يعادل 155.33 مليار دولار أمريكي) في نهاية شهر يناير 2024، مقارنةً بنهاية شهر ديسمبر من عام 2023، حيث شهدت ست بورصات عربية مُضمنة في المؤشر المركب انخفاضاً في شهر يناير من عام 2024، في حين سجلت ثمان بورصات عربية ارتفاعاً خلال نفس الفترة. في هذا الصدد، تصدرت سوق دمشق للأوراق المالية البورصات العربية على صعيد الارتفاع المسجل في القيمة السوقية، حيث ارتفع مؤشر البورصة بنحو 28.96 في المائة، تلتها البورصة المصرية بنحو 14.45 في المائة، كما سجلت بورصات كل من دبي والبحرين والكويت ارتفاعاً بنسب بلغت 3.50 و4.85 و6.61 في المائة على التوالي. كذلك سجلت بورصتا عمّان والدار البيضاء ارتفاعاً بنحو 1.54 و2.91 في المائة على الترتيب. فيما شهدت بورصة بيروت تحسناً بأقل من واحد في المائة.
على مستوى قيمة التداولات في البورصات العربية، فقد شهد شهر يناير من عام 2024 ارتفاعاً في قيمة تداولات الأسواق المالية العربية المدرجة بقاعدة بيانات صندوق النقد العربي بنسبة 28.43 في المائة، مقارنةً بمستوياتها المسجلة في نهاية شهر ديسمبر من عام 2023، نتيجة ارتفاع قيمة تداولات ثمان بورصات عربية، فيما سجلت سبع بورصات عربية أخرى تراجعاً خلال ذات الشهر. تصدرت بورصة الكويت البورصات العربية على مستوى قيمة التداولات مسجلةً نحو 67.25 في المائة، تلتها السوق المالية السعودية بنحو 55.21 في المائة. كما سجلت بورصات كل من عمّان ومصر ودبي ارتفاعاً بنحو 10.86 و15.41 و35.96 في المائة على التوالي. كذلك شهدت بورصتا قطر ومسقط ارتفاعاً بنحو 6.23 و9.66 في المائة على الترتيب. فيما سجلت بورصة البحرين تحسناً بأقل من واحد في المائة.
على صعيد حجم التداول في البورصات العربية، فقد سجل تراجعاً بنحو 15.92 في المائة في نهاية شهر يناير من عام 2024، نتيجة تراجع حجم التداول في ثمان بورصات عربية، مقابل تسجيله تحسناً في سبع بورصات عربية أخرى. تقدمت بورصة الكويت البورصات العربية على صعيد أحجام التداولات بنحو 84.23 في المائة، تلتها السوق المالية السعودية بنحو 67.51 في المائة. كذلك شهدت بورصات كل من أبوظبي وقطر ودبي ارتفاعاً بنسب بلغت 9.87 و18.38 و19.38 في المائة على التوالي. فيما شهدت بورصتا مصر وبيروت تحسناً بنسب بلغت 1.01 و3.09 في المائة على الترتيب.
النسخة الكاملة من العدد متاحة على الرابط التالي: