قد يكون لتدفقات رأس المال تأثير سلبي على الاستقرار المالي
من الأفضل الابتعاد عن تدفقات رأس المال التي تكون على شكل قروض وديون لما لها من أثر سلبي على الاستقرار المالي وعلى الاقتصاد ككل
في إطار الجهود التي يبذلها صندوق النقد العربي على صعيد نشاط الدراسات والبحوث بهدف دعم السلطات الاقتصادية في الدول العربية في قضايا الاستقرار المالي، أصدر الصندوق دراسة حول "تداعيات تدفقات رأس المال على الاستقرار المالي في الدول العربية". تهدف الدراسة إلى إلقاء الضوء على أثر تدفقات رأس المال سواءً كانت على شكل استثمار مباشر، أو استثمار محفظة، أو استثمارات أخرى، على استقرار القطاع المالي في الدول العربية، كما تُقدم إطاراً تحليلياً يساعد على تحسين الجهود الرامية لتعزيز الاستقرار المالي.
اهتمت الورقة في معرفة تأثير صافي تدفقات رأس المال على الائتمان للقطاع الخاص كحصة من الناتج المحلي الإجمالي، في محاولة لتقييم إلى أي مدى يمكن أن يؤدي صافي تدفقات رأس المال إلى حدوث نمو ائتماني مفرط، وبالتالي تقويض الاستقرار المالي. تظهر النتائج أن صافي تدفقات رأس المال قد يكون لها تأثير سلبي على الاستقرار المالي في الدول العربية على المدى الطويل من خلال زيادة نمو الائتمان.
كما تم إجراء تحليل إضافي لدراسة تأثير كل نوع من أنواع تدفقات رأس المال على الائتمان للقطاع الخاص في البلدان المختارة. وأظهرت النتائج أن الاستثمار المباشر واستثمار الحافظة لهما تأثير ضئيل على الائتمان للقطاع الخاص على المدى الطويل، وبالتالي لا توجد مخاوف من تراكم المخاطر على القطاع المالي وبالتالي على الاستقرار المالي. فيما يتعلق بالاستثمارات الأخرى، أظهرت النتائج تأثير إيجابي طويل المدى على الائتمان المقدم للقطاع الخاص في البلدان المختارة، وبالتالي قد يكون له تأثير سلبي طويل المدى على الاستقرار المالي في البلدان العربية.
وفي الختام، توصي الورقة البلدان العربية بالتركيز أكثر على جذب الاستثمارات المباشرة واستثمارات الحافظة في الأصول، حيث لا ينضوي عليها تحمل لأعباء الديون، وبالتالي ليس لها عواقب سلبية ومخاطر محتملة على الاستقرار المالي.
النسخة الكاملة من الدراسة متاحة باللغة الإنجليزية على هذا الرابط