أبوظبي – دولة الامارات العربية المتحدة
افتتحت اليوم الدورة التدريبية حول " إدارة المخاطر بالبنوك الإسلامية " التي ينظمها معهد التدريب وبناء القدرات بصندوق النقد العربي، خلال الفترة 4 - 8 يوليو 2021، من خلال أسلوب التدريب عن بعد الذي انتهجه الصندوق استمراراً لنشاطه التدريبي.
تزايدت مساهمة البنوك الإسلامية ضمن الأنظمة المالية للدول العربية بشكل معتبر، وصارت تشكل أهمية نظامية على المستوى المحلي، وبالتالي فمن المتوقع أن يكون لهذه البنوك إسهام كبير في دفع عجلة النمو الاقتصادي من خلال ما تقدمه من منتجات وخدمات مالية تلبي رغبات واحتياجات فئات واسعة من المتعاملين الاقتصاديين.
في هذا الإطار، تشترك المصارف الإسلامية في نفس المخاطر التي تواجه البنوك التقليدية، كما أنها تزيد عليها في بعض المخاطر ذات العلاقة بطبيعة التمويل الإسلامي مثل مخاطر معدل العائد والمخاطر التجارية المنقولة، وهو ما يجعل عملية إدارة المخاطر بالبنوك الإسلامية للحفاظ على سلامتها المالية من المواضيع الأساسية التي تشغل بال الجهات الرقابية والإشرافية، إذ أن ذلك كفيل بجعل النظام المالي أكثر استقراراً في بيئة مالية عالمية تتسم بزيادة حجم المخاطر وحدتها وسرعة انتشارها.
بهذه المناسبة جاء في كلمة معالي الدكتور عبدالرحمن بن عبد الله الحميدي، المدير العام رئيس مجلس إدارة صندوق النقد العربي:
حضرات الأخوات والإخوة
يسعدني أن أرحب بكم في افتتاح دورة "إدارة المخاطر بالبنوك الإسلامية" التي ينظمها معهد التدريب وبناء القدرات بصندوق النقد العربي، آملاً أن تسهم في إثراء معلوماتكم على المستويين النظري والعملي في مجال إدارة المخاطر بالبنوك الإسلامية.
حضرات الأخوات والإخوة
تزايدت مساهمة البنوك الإسلامية ضمن الأنظمة المالية للدول العربية بشكل معتبر، وصارت تشكل أهمية نظامية على المستوى المحلي، وبالتالي فمن المتوقع أن يكون لهذه البنوك إسهام كبير في دفع عجلة النمو الاقتصادي من خلال ما تقدمه من منتجات وخدمات مالية تلبي رغبات واحتياجات فئات واسعة من المتعاملين الاقتصاديين.
في هذا الإطار، تشترك المصارف الإسلامية في نفس المخاطر التي تواجه البنوك التقليدية، كما أنها تزيد عليها في بعض المخاطر ذات العلاقة بطبيعة التمويل الإسلامي مثل مخاطر معدل العائد والمخاطر التجارية المنقولة، وهو ما يجعل عملية إدارة المخاطر بالبنوك الإسلامية للحفاظ على سلامتها المالية من المواضيع الأساسية التي تشغل بال الجهات الرقابية والإشرافية، إذ أن ذلك كفيل بجعل النظام المالي أكثر استقراراً في بيئة مالية عالمية تتسم بزيادة حجم المخاطر وحدتها وسرعة انتشارها.
حضرات الأخوات والإخوة
لا تنفك المخاطر عن العمل المصرفي، فبعض المخاطر هيكلية لا يمكن فصلها عن وظيفة البنك وهيكله، فلطالما كانت وظيفة البنوك هي منح الائتمان فستظل أخطار الائتمان موجودة، ولطالما كان هيكل التمويل يعتمد على مصادر تمويل قصيرة الأجل واستخدامات متوسطة وطويلة الأجل فستظل أخطار السيولة موجودة، وما سبق يعني أن التخلص الكلي من تلك المخاطر غير ممكن، لكنه في نفس الوقت يعني أن من واجب البنوك التعرف عليها في مراحلها المختلفة وتقديرها بأساليب علمية وموضوعية، ومن ثم اختيار الطريقة المناسبة للتعامل معها، ولذلك دأبت المصارف والجهات الرقابية والإشرافية على تطوير أدوات للتعرف على الأخطار وقياسها، ولأن ما لا يمكن قياسه لا يمكن إدارته، فإن قياس المخاطر على اختلاف أنواعها يعتبر أول خطوة لإدارة تلك المخاطر.
إن طبيعة عمل البنوك الاسلامية يجعلها عرضة لكل أنواع المخاطر المصرفية مثل مخاطر الائتمان ومخاطر السوق ومخاطر السيولة والمخاطر التشغيلية. هذا يتطلب أن يتوفر لدى البنوك الإسلامية إدارة مخاطر مؤسسية قوية وسليمة بحيث تكون قادرة على تحديد وقياس ومراقبة وضبط هذه المخاطر. إضافة إلى إدارة المخاطر على المستوى الفردي، فإن التطور الكبير في حجم الصيرفة الاسلامية بدولنا العربية يتطلب وبلا شك إيلاء سلامة ومتانة البنوك الإسلامية ككل الأهمية اللازمة من أجل الحفاظ على الاستقرار المالي في الاقتصادات العربية.
حضرات الأخوات والإخوة
إن الحفاظ على سلامة ومتانة البنوك الاسلامية يتطلب أن تنتهج هذه البنوك أفضل الممارسات فيما يتعلق بإدارة المخاطر لديها، وهذا ما تهدف إليه الدورة من خلال إطلاع المشاركين على أهم عناصر إدارة المخاطر لدى البنوك الإسلامية، بما في ذلك المعايير الصادرة بهذا الخصوص عن مجلس الخدمات المالية الإسلامية، وكذلك أفضل الممارسات المتعلقة بإدارة المخاطر، كما تركز الدورة على أهم النماذج التطبيقية المستخدمة في قياس مخاطر الائتمان ومخاطر السوق. ستركز الدورة على المحاور الرئيسة التالية:
- نماذج عمل البنوك الإسلامية ومدى ارتباطها بالمخاطر.
- الهيكل التنظيمي لإدارة المخاطر في البنوك الإسلامية والواجبات والمسئوليات.
- إدارة المخاطر في البنوك الإسلامية والبنوك التقليدية.
- تحديد وإدارة وقياس الأنواع الرئيسية للمخاطر المصرفية.
- تطبيق النماذج العملية الرئيسة المستخدمة لقياس مخاطر السوق مثل: القيمة المعرضة للخطر (VaR) والعجز المتوقع.
- تطبيق المقاربات الرئيسة المستخدمة لقياس المخاطر الائتمانية مثل المقاربة الاكتوارية ومصفوفة انتقال التصنيف الائتماني.
في الختام، أودّ أن اتقدم بالشكر والامتنان للزملاء بصندوق النقد العربي لتقديم مواد الدورة، كما أحثكم على إغتنام هذه المناسبة للاستفادة من تجارب الدول العربية المختلفة.
اتمنى لكم دورة موفقة وان يحفظكم الله أينما كنتم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.