أبوظبي – دولة الامارات العربية المتحدة
افتتحت اليوم الدورة التدريبية عن بعد حول "دور التقنيات المالية في تطوير المنتجات المالية الإسلامية" التي ينظمها معهد التدريب وبناء القدرات بصندوق النقد العربي بالتعاون مع المعهد الإسلامي للبحوث والتدريب (عضو مجموعة البنك الإسلامي للتنمية)، خلال الفترة 15 - 17 فبراير 2021.
شهدت السنوات القليلة الأخيرة ثورة غير مسبوقة في التقنيات المالية، غيّرت إلى حد كبير من الخارطة التقليدية للتمويل، وتحولت الكثير من المعاملات بشكل أسرع من المتوقع نحو التقانة، وبالرغم من التحدى الكبير للبنوك والمؤسسات المالية الذي يشكله هذا التحول، إلا أنه اعتبر فرصة كبيرة ً بالنسبة لفئات واسعة من المستهلكين وطالبي الخدمات المالية، إذ مكّنهم من الوصول إلى الخدمات المالية بشكل سريع وفعال.
نشأت ونمت صناعة التقنيات المالية في الأسواق التقليدية الأكثر نضجاً ونعني بها أساساً الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، غير أنها تعرف نمواً أكثر تسارعاً في دول آسيا والمحيط الهادئ كالصين وسنغافورة والهند وغيرها، أما بالنسبة للاقتصادات الناشئة (دول افريقيا مثلا) فيتوقع أن تسهم هذه التقنيات المالية في زيادة الشمول المالي لوجود قطاعات واسعة غير مشمولة مالياً، كما أن دولنا العربية قد دخلت هذا المضمار من خلال تبني سياسات وطنية لتشجيع التحول نحو التقنية المالية في القطاع المالي، وعرفت المنطقة نمواً بات ملحوظاً لشركات التقنيات المالية الحديثة، مع تشجيع ودعم توطين وتطور هذه الشركات وأنشطتها في منطقتنا العربية.
بهذه المناسبة جاء في كلمة معالي الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله الحميدي، المدير العام رئيس مجلس إدارة صندوق النقد العربي:
النص
حضرات الأخوات والإخوة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
يسعدني أن أرحب بكم في افتتاح الدورة التدريبية عن بعد حول "دور التقنيات المالية في تطوير المنتجات المالية الإسلامية" التي ينظمها معهد التدريب وبناء القدرات بصندوق النقد العربي بالتعاون مع المعهد الإسلامي للبحوث والتدريب (عضو مجموعة البنك الإسلامي للتنمية)، آملاً أن تسهم في إثراء معلوماتكم على المستويين النظري والعملي في مجال التقنيات المالية الحديثة وتطبيقاتها في الصناعة المالية الإسلامية.
حضرات الأخوات والإخوة
شهدت السنوات القليلة الأخيرة ثورة غير مسبوقة في التقنيات المالية، غيّرت إلى حد كبير من الخارطة التقليدية للتمويل، وتحولت الكثير من المعاملات بشكل أسرع من المتوقع نحو التقانة، وبالرغم من التحدى الكبير للبنوك والمؤسسات المالية الذي يشكله هذا التحول، إلا أنه اعتبر فرصة كبيرة ً بالنسبة لفئات واسعة من المستهلكين وطالبي الخدمات المالية، إذ مكّنهم من الوصول إلى الخدمات المالية بشكل سريع وفعال.
نشأت ونمت صناعة التقنيات المالية في الأسواق التقليدية الأكثر نضجاً ونعني بها أساساً الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، غير أنها تعرف نمواً أكثر تسارعاً في دول آسيا والمحيط الهادئ كالصين وسنغافورة والهند وغيرها، أما بالنسبة للاقتصادات الناشئة (دول افريقيا مثلا) فيتوقع أن تسهم هذه التقنيات المالية في زيادة الشمول المالي لوجود قطاعات واسعة غير مشمولة مالياً، كما أن دولنا العربية قد دخلت هذا المضمار من خلال تبني سياسات وطنية لتشجيع التحول نحو التقنية المالية في القطاع المالي، وعرفت المنطقة نمواً بات ملحوظاً لشركات التقنيات المالية الحديثة، مع تشجيع ودعم توطين وتطور هذه الشركات وأنشطتها في منطقتنا العربية.
حضرات الأخوات والإخوة
في الوقت الذي بدأت معدلات نمو قطاع الصناعة المالية الإسلامية تميل إلى التباطؤ، متأثرة بضعف النمو الاقتصادي في الأسواق الرئيسة، فإن الفرص الجديدة التي يتيحها التحول إلى التقنيات المالية قد تشكل محفزاً جديداً للمزيد من الانتشار والتوسع في المديين القصير والمتوسط إذا ما أُحسن استغلالها، مع التنبيه على الجانب الآخر للتقنية المالية وهو جانب التقلبات الحادة (Disruption) وربما الخروج من السوق (Destruction) والذي سيكون مصير كل من لا يتمكن من التماشي مع موجة التغيير والتطوير. ولن تتمكن البنوك والمؤسسات المالية الإسلامية في العصر الرقمي من تجاوز ثورة التقنيات المالية إن لم تعرف كيف تسايرها، ولعل أول خطوة على الصناعة الإسلامية إدراكها أن المستهلك هو عنوان هذه الثورة، إذ هو غاية التقنيات المالية وهدفها النهائي، حيث تسعى التقنيات المالية لسد الفجوات في رغبات واحتياجات المستهلكين للخدمات المالية الرقمية دون إغفال المستبعدين مالياً ممن لم تشملهم الخدمات المالية التقليدية، وعلى ذلك تهدف هذه الدورة إلى تمكين المشاركين من الإلمام بأهم الأدوات الضرورية لاستخدام التقنيات المالية الحديثة في تطوير المنتجات المالية الإسلامية مع التركيز على التقنيات الأكثر شيوعاً كسلسلة الكتل (بلوكتشين) والعقود الذكية والعملات المشفرة، وإيجاد الحلول التمويلية المبتكرة لقطاعات البنوك والتأمين والوقف التي تسهم بدورها في دعم الصناعة المالية الإسلامية بوطننا العربي، وستركز الدورة على المحاور الرئيسة التالية:
- أساسيات المنتجات المالية الإسلامية.
- التطبيقات الحالية في تطوير المنتجات المالية الإسلامية.
- التقنيات المستعملة في الصناعة المالية.
- أساسيات التقنيات المالية.
- أساسيات سلسلة الكتل والعقود الذكية والعملات المشفرة.
- تطبيقات التقنيات المالية في الصناعة المالية الإسلامية (التأمين الإسلامي، والأوقاف، وتطبيقات أخرى).
ختاماً، إنه لمن دواعي سرورنا مشاركة خبراء مميزين في مجال التقنيات المالية بالصناعة المالية الإسلامية الذين سيقدمون هذه الدورة المتقدمة، وأشيد كثيراً بالتعاون البناء والمثمر والمستمر مع المعهد الإسلامي للبحوث والتدريب (عضو مجموعة البنك الإسلامي للتنمية)، آملاً ومتطلعاً إلى استمرارية هذا التعاون، كما أحث جميع المشاركين على المشاركة الفاعلة لتحقيق أكبر استفادة، راجين لهم دورة موفقة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.